ثلاث سنوات من أحداث العنف التي خيمت بظلالها على المواجهة بين كل من سويسرا وتركيا لكرة القدم في الملحق الأوروبي الفاصل بالتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا نفي منظمو بطولة كأس الامم الاوروبية الثالثة عشر (يورو 2008) والسلطات السويسرية تكرار نفس الاحداث في مباراة الفريقين غدا الأربعاء.
كما يسعى اللاعبون ومسئولو الفريقين على تهدئة الموقف والاعصاب قبل المباراة المصيرية المقررة غدا الارعاء بمدينة بازل السويسرية في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الاولى في الدور الاول للبطولة التي تستضيفها النمسا وسويسرا حاليا بالتنظيم المشترك حتى 29 حزيران/يونيو الحالي.
ويزيد من أهمية المباراة أن الخاسر فيها سيودع البطولة حيث سيفقد الامل تماما في التأهل للدور الثاني (دور الثمانية) وذلك بعد هزيمة سويسرا أمام التشيك صفر/1 وتركيا أمام البرتغال صفر/2 في مباريات الجولة الاولى.
وأرسل فاتح تريم المدير الفني للمنتخب التركي رسالة قصيرة عبر الهاتف المحمول إلى المدرب كوبي كون المدير الفني للمنتخب السويسري للاطمئنان على حالة زوجة كون الصحية والتي دخلت إلى المستشفى الاسبوع الماضي.
كما بدا الحرص لدى وسائل الاعلام السويسرية في التعامل مع هذه القضية رغم ما ذكرته صحيفة "بليك" اليوم الثلاثاء "الامر انتهى لكنه لم ينسى".
ونقلت الصحيفة عن ستيفاني جريتشتيج مدافع المنتخب السويسري قوله إنه ما زال يعاني من الركلة التي تلقاها في هذه الليلة المشئومة التي قضاها في اسطنبول بينما أوضح زميله ترانكيللو بارنيتا في تصريحه للصحيفة أنه يتوقع فوز سويسرا في مباراة الغد.
وقال بارنيتا "لم ننس بالطبع ما حدث. لا يمكننا تغييره ولكنه لم يكن أمرا لطيفا. ولكن بغض النظر عما حدث ستكون مباراة الغد صعبة مثل مباراة اسطنبول. وسنحسمها لصالحنا مجددا".
وشهدت مباراة الفريقين في تشرين ثان/نوفمبر 2005 بمدينة اسطنبول واحدا من أسوأ أحداث الشغب حيث ضمن المنتخب السويسري التأهل لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا على الرغم من الهزيمة 2/4 في تلك المباراة وذلك بعد أن فاز المنتخب السويسري 2/صفر على ملعبه ذهابا.
وأظهر التصوير التلفزيوني للمباراة اللاعب السويسري بنيامين هاجل وهو يركل أحد أعضاء الطاقم الفني للمنتخب التركي وهو يركض للخروج من الملعب كما شهد الممر المؤدي لغرف تغيير الملابس مشاكل أخرى.
وغادر لاعبو المنتخب السويسري أرض الملعب وسط العديد من الأشياء التي قذفتها الجماهير التركية عليهم.
وتعرض عدد من لاعبي ومسئولي الفريقين لعقوبات الايقاف كما تقرر أن يخوض المنتخب التركي أول ثلاث مباريات له في التصفيات المؤهلة ليورو 2008 على ملعب محايد وبدون الحضور الجماهيري.
ويلتقي الفريقان غدا مجددا ولكنها المرة الاولى بينهما في بطولة كبيرة حيث التقيا من قبل في ثماني مباريات رسمية ففاز المنتخب التركي في أربع منها بينما فازت سويسرا مرتين وتعادلا مرتين.
وقال وليام جايارد رئيس الاتصالات بالاتحاد الاوروبي لكرة القدم (يويفا) "لا نشعر بالقلق بشأن مباريات معينة. نأمل أن يعمل النظام الامني على أعلى مستوى".
واتفق معه في ذلك كلاوس مانهارت المتحدث عن شرطة بازل والذي صرح للصحفيين بقوله "الاجراءات الامنية للمباراة بين سويسرا وتركيا مثل نظيرتها لباقي المباريات".
وأعربت باسكالي فويجلي المتحدثة عن اللجنة المنظمة ليورو 2008 في سويسرا عن أملها في "التعاون الجيد مع السلطات بالبلدين".
ويقيم نحو 12 ألف شخص ينحدرون من أصول تركية في أنحاء مدينة بازل. والعديد منهم كانوا من الاتراك الذين فروا من الاضطهاد السياسي والصعوبات الاقتصادية التي عانوا منها في تركيا خلال الثمانينيات من القرن الماضي.
وتتعاون بعض قوات مكافحة الشغب في الملاعب ومكافحة المشجعين المشاغبين (هوليجانز) والتي حضرت على النمسا وسويسرا للمساعدة في العملية الامنية مع الشرطة في مدينة بازل لتأمين مباراة الغد.
وستكون مهمة القوات الامنية هي تحديد مواقع المشجعين الاتراك مثيري الشغب وذلك في الشوارع.
وفي لقاء مع رجال الصحافة في مدينة جنيف السويسرية قبل مباراة المنتخبين التركي والبرتغالي والتي انتهت بفوز الاخير 2/صفر يوم الاحد الماضي أعرب المسئولين عن ثقتهم في عدم حدوث المشاكل بعدما علموا بعدم حصول المشجعين مثيري الشغب على تذاكر لحضور المباريات.
وقال مصطفى آيجون المراقب العام بالشرطة التركية عن مشجعي المنتخب التركي تميزوا بالهدوء والادب والاحترام مشيرا إلى أنه لا يتوقع أي مشاكل منهم.
وسيكون الاحتجاز في سجت "تشاليماتيللي" والذي يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر هو مصير أي من مثيري الشغب في بازل. وأنفقت سلطات المدينة نحو 469 ألف دولار أمريكي لإعداد السجن كمكان مؤقت لاحتجاز المشاغبين حيث يسع السجن حاليا لنحو 400 شخص.
ونظمت سلطات مدينة بازل عددا من الفقرات الثقافية قبل مباراة الغد لتهدئة الموقف وضمان عدم تكرار أحداث عام 2005 .